{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } (ابراهيم: 7)وقال لهم حاثا على شكر نعم الله: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } أي: أعلم ووعد، { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } من نعمي { وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } ومن ذلك أن يزيل عنهم النعمة التي أنعم بها عليهم.والشكر: هو اعتراف القلب بنعم الله والثناء على الله بها وصرفها في مرضاة الله تعالى. وكفر النعمة ضد ذلك.
-تفسير السعدي
نعم تترى؛ تروح وتجيء؛ لدوامها وكثرتها قد لا نستشعر طعم الشكر على هذه النعم؛ ثم جاءتنا هذه الجائحة (جائحة كورونا) لتعيد لنا حلاوة تذوق النعم فنتذوقها بطعم مختلف ونحن نغوص بعدها في نفس عميق ونعقبها بـ ( الحمدلله ) حمدًا نابعاً من قلب مؤمن مستشعر لكل النعم و إن صغرت .
فها نحن فريق أراسيل الدعوي ندعوكم بكل الحب لتشاركونا النعم التي ما استشعرتم بها إلا بعد نزول الجائحة (جائحة كورونا).
ما هي النعم التي استشعرت بها بعد نزول جائحة كورونا؟
- نعمة الأمان / نعمة الأهل / نعمة الصحة .
- نعمة الأمان ونعمة الصحة والعافية ونعمة المسكن ونعمة التفرغ للتفكر والتدبر في قدرة الله عزوجل والبعد عن الملهيات والملذات ونعمة الذرية فاللهم لك الحمد حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك على كل نعمة أنعمها علينا وكل رزق أوجده لنا.
قال ابن القيم – رحمه الله – :
“الشكر يكون: بالقلب: خضوعاً واستكانةً، وباللسان: ثناءً واعترافاً، وبالجوارح: طاعةً وانقياداً”
- المساجد، رؤية الأحبّة ، الجلوس مع الأهل وقت أكثر وأنقى.
- نعمة اجتماعنا في حلقات القرآن وأيضاً سماع الصلاة من المساجد افتقدناها
- نعمة زيارة الأهل / نعمة السلام على من عرفت ومن لم تعرف/ نعمة احتضان الأحبه / نعمٌ لا نُحصي لها عدّا ولا نوافيها لله شكراً ولو لهجت قلوبنا وألسنتنا بالحمد والشكر طيلة العمر
وعند سؤال الأستاذة شيخة القاسم -حفظها الله – عن النعم التي استشعرناها في زمن الجائحة واستحقت حمد الله عليها ؛ فأجابت أحسن الله إليها- :
((-الحرص على أذكار الصباح والمساء.
-أنّ الحياة الطبيعية نعمة من نعم الله علينا.
-أنّ الكثير من الأشياء التي كنا نحسبها من الضروريات هي في الحقيقة من الكماليات.
-استشعار نعمة الصحة والعافية.
-استغلال الأوقات فيما يقربنا إلى الله. ))
- نعمة الصحة والعافية والثقة بالله أنه هو القادر على كل شي والحمدالله بسبب كورونا كثير من الناس أعادت حسابتها في أمور حياتها الدينية والدنيوية اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضى
- جميع النعم وبالأخص نعمة الصحة وهي مصداق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)
- نعمة الوقت كفيلة بأن تجعلني من الحامدين والشاكرين لله على نعمه.
الشكر يكون بثلاثة أركان:
-الاعتراف بنعم الله باطناً
-التحدث بها ظاهراً وتشكره عليها وتذكر بها أخوانك وتأمرهم بشكرها
-صرفها في طاعة الله
- سبحان االله النعم التي استشعرناها بعد هذه الأزمة كثيرة؛ منها نعمة خروجنا وذهابنا للحلقات والدور والمدارس والمعاهد، وكنا نتذمر منها كل صباح، فبعد أن حُرمنا منها شعرنا بقيمتها ولذتها، نسأل الله أن يردنا إليها ردًا جميلًا. ومنها نعمة الأمن، الدخول والخروج بأمان، الأكل والشرب بأمان. وكثييير من النعم، نسأل الله تعالى أن يرفع عنّا الوباء والبلاء، وأن يكشف عنّا هذه الغمّة.
- نعمة الذهاب لطلب العلم في مقاعد الدراسة ولقاء المعلم والتلقي منه مباشرة والاجتماع بالصحبة الصالحة.
((نحن هذا العام وجدنا أن الناس أقبلوا على الله أعظم من الأعوام الماضية بكثير فالذي كان لايصلي أصبح يصلي … كثرت العبادات والطاعات وكثر الخير وكثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ظهرت لنا كثير من النعم كيف كنا نتعامل معها مع كل غفلة وإذا بها عظيمة لما اختفت أوضعفت أو حيل بيننا وبينها تذكرنا نعمًا كثيرة كنا لانراها … فالواجب أن تكون هذه السنة أو هذا العام عام حمد ٍوشكر لما يَمَنُّ الله على عباده من النعم العظيمة الظاهرة والباطنة ))
-الشيخ طارق الحواس
- المساجد ، حلقات القرآن ،التواصل الاجتماعي وصلة الأرحام ،
- نعمة الأهل ، الوقت ، الاسترخاء والتأمل
- نعمة بر الوالدين والاجتماع بهما والأنس بقربهما
- الراحة ، والاستفادة كثيرًا من الوقت في أشياء دائما لم يساعدني الوقت عليها قبل الكورونا . كنت فاقده كثير من المحاضرات الدنيوية اللي احتاجها في حياتي لكن بعد كورونا حضرت غرف كثير في برنامج (الزوم) ،ولله الحمد أصبح لدي كثير من الوقت لقضاءه مع ربي.
كتب بعض العلماء إلى أخٍ له: “أما بعد فقد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه، فما ندري أيهما نَشكر أجميل ما يَسَّرَ أم قبيح ما سَتَرَ”.
- نعمة راحة البال، نعمة الحياة الطبيعية
- المشي في مناكب الأرض مطمئنين …. جمعة الأهل ..
- أن العافية كنز لا يقدر بثمن وأن بالشكر تدوم النعم
- لاتعد ولا تحصى: معرفة الله ووجود المأوى ونعمة الأمان التي كنا نرفل بها أمان في الخروج ودخول المتاجر والمطاعم و و و
ذكر ابن أبي الدنيا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لرجل من همذان: “إن النعمة موصولة بالشكر، والشكر يتعلق بالمزيد، وهما مقرونان في قرن، فلن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد”.
وأجابت الدكتورة هناء المطوع -حفظها الله- بعد عرض السؤال عليها قائلة:
((الحمد لله الذي له الحمد إذا أعطى، وله الحمد إذا منع..
أتت جائحة كورونا (كوفيد١٩) كمحطة توقف، تعطينا فرصة للنظر خلفنا، وإعادة تقييم النعم التي نرفل بها، فكثيرا ما كنا نشتكي من أحوال وظروف وأحداث هي في الحقيقة (نِعَم) وليست مصائب..
على سبيل المثال:
?الاجتماعات العائلية ومقابلات الأصدقاء.
?سماع الآيات من مكبرات الصوت في المساجد.
?صلاة التراويح والتأمين خلف دعاء الإمام، والمشهد المهيب لصلاة العيد.
?ركوب السيارة المتكرر وازدحام الشارع الذي كان مملا ثم صار أملا..
?الخروج من المنزل والعودة كما نشاء، ثم صرنا ملتزمين بوقت التجول.
?كنا نلمس الأشياء بسلام مانحتاج لمسه وما لا نحتاج، ثم صرنا نلمس بحذر وبقفاز ونعقم أيدينا باستمرار.
?كنا معتادين سعة بيوتنا وأثاثها، بل نتمنى مزيدا من السعة والأثاث، ثم عرفنا كم هي واسعة مادامت تؤوينا وتكفينا ونغلق أبوابنا بأمان ..
?كنا نتأفف ونتضجر من الانشغال بالدراسة والوظيفة ونتمنى الإجازة والفراغ، ثم لما فقدناها عرفنا قيمتها وأدركنا أن الفراغ آفة.
فالحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، فبالشكر تدوم النعم (لئن شكرتم لأزيدنكم) إبراهيم ٧، والنعم إذا شكرت قرت وإذا كفرت فرت. ))
رابط السلسلة مصورة عبر تمبلر: #نكرمها_بالشكر